الصفحات
إبحث في المجلة
بركة نفطية تزعزع فكر رئيس أقوى دولة في العالم
4:41 ص |
تعديل الرسالة
مرة أخرى وفي خلال أقل من شهر يتضح للعالم أجمع أنه رغم التطور الهائل والاختراعات والابتكارات العلمية في كافة الميادين إلا أنها ما زالت قدراتهم صغيرة وضعيفة أمام قوى الطبيعة، وللمرة الثانية يقف العالم بكل علمائه وطاقاته عاجزا عن مواجهة فعل الطبيعة بأي رد فعل من جانبهم، سوى الوقوف والانتظار.
فقد خيمت سحابة رماد من بركان أيسلندا فوق أجواء أوروبا وشلت حركة الطيران شللا شبه تام فيما تتجه اليوم بقعة نفط تسربت من انفجار خزان نفط وسط المحيط باتجاه سواحل لويزيانا الأمريكية بينما تقف أمريكا عاجزة في انتظار حجم الدمار الاقتصادي والبيئي الذي ستخلف "سحابة" النفط هذه المرة.
فقد اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما أن بقعة النفط التي بدأت تصل إلى سواحل لويزيانا كارثة "لا سابق لها ربما"، وذلك في زيارته الأولى لتفقد الإمكانات المنتشرة في المنطقة. وصرح اوباما امام صحافيين في فينيس إحدى المناطق الأكثر عرضة للبقعة النفطية "اعتقد ان الشعب الأميركي مدرك الآن وخصوصا السكان في الخليج إننا نتعامل مع كارثة بيئية لا سابق لها ربما".
وقال "النفط الذي لا يزال يتسرب من البئر يمكن ان يلحق أضرارا خطيرة باقتصاد الولايات المطلة على الخليج وبيئتها". وتابع "وبما أنها قد تستمر لفترة طويلة، فهي قد تهدد حياة آلاف الأميركيين المقيمين في هذه المنطقة". ودافع اوباما عن ادارته التي تعرضت لانتقادات بسبب بطء تدخلها. وقال ان "الحكومة الفدرالية أطلقت وتنسق عملية تدخل يشارك فيها جميع العناصر من دون توقف منذ اليوم الاول". وغرقت المنصة التي تستثمرها شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية في 22 ابريل الماضي بعد يومين من انفجار وحريق شب فيها. وأدى ذلك إلى تسرب نفط من بئر تقع على عمق 1800 متر. ويبلغ حجم النفط المتسرب من البئر نحو 800 ألف ليتر في اليوم تصب في البحر.
وحمل اوباما شركة "بريتش بتروليوم" مسؤولية بقعة النفط. وقال "ساكون واضحا "بي بي" هي المسؤولة عن التسرب وهي ستدفع الكلفة".وتعمل "بي بي" على ثلاث جبهات لمحاولة وقف التسرب. وتحاول ستة آليات تحت البحر إغلاق صمام أمان البئر الذي يزن 450 طنا، كما بدأت الشركة بحفر آبار إنقاذ من اجل تخفيف الضغط بالإضافة إلى حقن مواد لسد أماكن التسرب نهائيا. وفشلت العملية الأولى في الوقت الحالي اما العملية الثانية فيمكن أن تستغرق حتى ثلاثة اشهر.
وتعول "بي بي" على إنتاج "غطاء" كبير يزن سبعين طنا لوضعه في عمق البحر من اجل سد البئر في عمل قد يستغرق اسابيع. واعلن لامار ماكاي رئيس شركة "بي بي" في الولايات المتحدة الأحد ان إنتاج هذا "الغطاء" شبه انتهى وانه "سيوضع في مكانه على الأرجح في الأيام الستة أو الثمانية المقبلة". إلا أن الوقت يداهم.
وصرح الاميرال ثاد آلن المكلف تنسيق العمليات لوكالة "سي ان ان" انه في حال انفصل رأس البئر فان حجم التسرب "قد يفوق ال16 مليون ليتر في اليوم". واعلن ماكاي ان حادث المنصة نجم عن "خلل في احد المعدات" لكنه أضاف ان المسؤولين في "بي بي" يجهلون سبب الخلل. وارغمت الرياح العاتية والبحر الهائج القوارب على العدول عن احتواء بقعة النفط التي باتت تمتد على طول 200 كلم. وبقيت الطائرات المكلفة رش مواد كيميائية لتشتيت البقعة متوقفة في المطارات.
يتم رفع الفيديو